الصحفية السودانية لبنى حسين تحصل على جائزة “محفوظة” فى احتفالية بالقاهرة

Posted on: فبراير 25, 2015, by :

القاهرة- مصر- 15 ديسمبر 2009: تم تكريم الصحفية السودانية لبنى حسين و ذلك بمنحها جائزة  حركة كرامة و صندوق المرأة العربية لعام 2009 و التى تحمل اسم “محفوظة سنديانة الكرامة” و ذلك تقدير لجهودها فى مواجهة  قانون الأدب العام فى السودان والذى يمنع على النساء ارتداء البنطلونات. و كان قد تم عقد محاكمة للبنى حسين فى سبتمبر 2009 و التى حكمت عليها بأربعين (40) جلدة و شهر حبس. 

وفى احتفالية أقيمت لتقديم جائزة محفوظة للصحفية لبنى حسين و حضرها مجموعة كبيرة من رائدات العمل فى مجال حقوق المرأة  من كافة دول الشرق الأوسط و شمال أفريقيا، أعلنت رئيسة حركة كرامة و مؤسس صندوق المرأة العربية الأستاذة/ هيباق عثمان: ” إنهم يزعمون أنها ارتكبت جريمة ضد الكرامة. و نحن هنا كنساء من دول مختلفة من مصر و لبنان و الأردن و السودان و المغرب و البحرين و الكويت و موريتانيا 

و الصومال و عمان، نوضح أمام العالم أجمع أن الأستاذة/ لبنى حسين تعبر عن كرامتنا جميعا. و سوف نعمل على حمايتها و دعمها و تحفيزها. و نود أن نقول للجميع إن هذه المرأة تجسد الكرامة فى حد ذاتها.”
وخلال الاحتفالية، أشادت حوالى 90 شخصية من مختلف أنحاء المنطقة بالجهود التى قامت بها الأستاذة/ لبنى حسين للدفاع عن حق و كرامة المرأة فى السودان. و كان قد تم إلقاء القبض على الأستاذة/ لبنى حسين و ثلاثة عشر امرأة أخرى فى يوليو 2009 بتهمة انتهاك المادة 152 من القانون الجنائى السودانى. و كانت التهمة الموجهة للأستاذة/ لبنى هى ارتداء ملابس غير محتشمة فى مكان عام والذى لم يكن سوى بنطلون أخضر اللون.  و عزمت
الأستاذة/ لبنى على المضى قدما فى هذه القضية، و من ثم فقد قدمت استقالتها كصحفية تابعة للأمم المتحدة لرفع أى حصانة عن نفسها أمام النيابة و بالتالى نجحت فى استقطاب اهتمام عالمى و التركيز على غياب العدالة فى القوانين التميزية و العنف المؤسسى الذى تواجهه النساء فى الخرطوم. 

خلال الخطاب الذى ألقته فى الاحتفالية التى تم تنظيمها لتتويجها بجائزة محفوظة، أشارت الأستاذة/ لبنى حسين إلى أن اعتقالها يعد ممارسة غير شريعة و تميزية تم فرضها على 43 ألف سيدة بريئة فى الخرطوم العام الماضى. و أعلنت الأستاذة/ لبنى فى كلمتها: ” إن المشكلة ليست فقط فى أن القوانين غير دستورية و لكنها تنتهك أيضا حقوق الإنسان و الاتفاقيات الدولية.” وخلال زيارتها للقاهرة، تشارك الأستاذة/ لبنى أيضا فى الاحتفالية التى تقام بمناسبة مرور 30 عاما على جهود الدعم الإقليمية لاتفاقية القضاء على كافة أشكال العنف ضد المرأة (سيداو)، و أشارت إلى عدم اتخاذ السودان لأى إجراء بشأن التصديق على المعاهدة التى تعمل على إنهاء كافة أشكال التمييز ضد المرأة.

و على الرغم من ذلك، فإن المنظمات النسوية فى السودان تركز على إصلاح هذه القوانين التمييزية مثل القوانين التى تحكم قواعد الآداب العامة و التى تحظر على النساء العمل فى الورديات المسائية و جنسية النساء- و ذلك من أجل جعل هذه القوانين متوافقة مع ما أقره الدستور فى عام 1998 من ضمان المساواة بين الجنسين و التوافق مع المعاهدات الدولية التى كانت الحكومة قد صدقت عليها بالفعل.

و تعمل الناشطات السودانيات منذ عام 1995  – و تحديدا منذ قدومهن من اجتماع بكين العالمى حول المرأة – على ممارسة الضغوط على الحكومة من أجل التصديق على اتفاقية  القضاء على كافة أشكال العنف ضد المرأة (سيداو)، و لكن القوى المعارضة لهذه الجهود بدأت أيضا فى حملاتها المضادة. و بدعم حركة كرامة، تخطط منظمة حقوق قانونية فى الخرطوم تسمى موتاوينات بالعمل على تدشين حملة فى عام 2010 لجمع مليون توقيع لدعم التصديق على اتفاقية القضاء على كافة أشكال العنف ضد المرأة (سيداو).

و فى الوقت ذاته، سوف تواصل الأستاذة/ لبنى حسين حملتها ضد قانون الآداب العامة الذى تم اتهامها بخرقه. و على الرغم من الحظر المفروض عليها لعدم مغادرة السودان، فقد قامت بالسفر إلى فرنسا الشهر الماضى للدعاية لكتابها  الذى يحمل عنوان ” 40 جلدة بسب ارتداء بنطلون”. و تعتزم الأستاذة/ لبنى حسين العودة مرة أخرى إلى السودان لمواصلة كفاحها مع رفيقاتها من أجل الحصول على حقوقهن الدستورية و ضد قانون الآداب العامة.

و الجدير بالذكر أن جائزة “محفوظة سنديانة الكرامة” قد سُميت على  اسم أول امرأة حصلت عليها  فى عام 2007 و هى السيدة/ محفوظة شتيه ذو ذلك تقديرا لقوتها و صمودها و ثباتها و شجاعتها.
و السيدة/ محفوظة هى تلك امرأة فلسطينية تبلغ من العمر 65 عاما تشبثت ببقايا شجرة من أشجار الزيتون، تعبيرا عن احتجاجها ورفضها لممارسات الاحتلال، بينما كان الجنود الإسرائيليون والمستوطنون يقتلعون المئات من أشجار الزيتون في قريتها فى نابلس. والسنديانة (شجرة  البلوط)هي رمز القوة والعزيمة و الكفاح و الجلد و الإخلاص التى تجسدت فى تلك اللحظة، و هى أيضا تعبر عن المبادئ التى تدعمها حركة كرامة و صندوق المرأة العربية و من هنا جاء الاحتفال بهذه الجائزة و منحها سنويا للشخصية النسائية التى تستحقها و تتويجا للجهود التى تقوم بها على هذا الدرب.

حركة كرامة: لمزيد من المعلومات حول حركة كرامة يمكن زيارة موقع الحركة على شبكة الإنترنت و هو: www.el-karama.org  أو الاتصال بالأستاذة/سارة فيل على هاتف رقم 20162180927 (بريد إليكترونى: sarah@el-karama.org(  أو الاتصال بالأستاذة/ زهرة رضوان على هاتف رقم: 20225272372 .